برنامج المدمنين المجهولين الخطوة الحادية عشرة

0

المدمنين المجهولين ” سعينا من خلال الدعاء والتأمل إلى تحسين صلتنا الواعية 

بالله على قدر فهمنا داعين فقط لمعرفة مشيئته لنا 

والقوة على تنفيذها “

المدمنين المجهولين الخطوة الحادية عشرة –    

تقول الخطوة الحادية عشرة بأنه لدينا من قبل اتصال واع مع الله وأن المهمة التي تنتظرنا الآن هي تحسين ذلك الاتصال.

لقد بدأنا نحسن إدراكنا الواعي للقوة الأعظم في الخطوة الثانية وتعلمنا أن نثق بتلك القوة كموجه لنا في الخطوة الثالثة واعتمدنا عليها كثيرا ولعدة أسباب في عملية اتباع الخطوات.

ففي كل مرة طلبنا قوتنا الأعظم لمساعدتنا كنا نحسن علاقتنا معها.

أما الخطوة الحادية عشرة فتجعلنا نميز ونعرف بأن الاتصال مع الله،

من خلال الصلاة، هو أحد أهم وأكثر الوسائل فعالية في بناء علاقة اتصال قوية مع الله. أما الوسيلة الأخرى التي تم ذكرها في هذه الخطوة هي التأمل.

في هذه الخطوة سوف نكون بحاجة لنكتشف أفكارنا الخاصة عن الصلاة والتأمل ونتأكد من أنهم يعبرون عن طريقنا النفسي نحو التعافي.

طريقنا النفسي نحو التعافي 

إن الخطوة الحادية عشرة تمنحنا الفرصة لنجد من خلالها طريقنا النفسي أو أنها تعيدنا إلى طريقنا في حال كنا قد اخترنا طريقا آخرا. إن الإجراءات التي اتخذناها من أجل اكتشاف أو العودة إلى طريقنا والطريق التي يجب أن نتبعها سوف تعتمد بدرجة كبيرة جدا على البيئة الثقافية التي نعيش فيها وتجاربنا السابقة مع التصرفات النفسية وما الذي يناسب طبيعتنا الشخصية بالشكل الأمثل.

فقد قمنا بتطوير نفسيتنا منذ أن جئنا إلى زمالة المدمنين المجهولين.

فنحن نقوم باستمرار بالتغيير وكذلك هو الحال مع نفسيتنا. فهناك مناطق جديدة وأشخاص جدد ومواقف جديدة أصبح لها تأثير علينا مما يحتم على نفسيتنا الاستجابة لتلك التغيرات

إن استكشاف نفسيتنا في الخطوة الحادية عشرة هو أمر رائع وتجربة مفيدة. سوف نتعرض لكثير من الأفكار الجديدة وسوف نجد أن كثيرا من تلك الأفكار الجديدة تأتي مباشرة من معرفتنا بالمسائل الروحانية. وبما أننا طورنا مجموعة من المبادئ عن نفسيتنا في الخطوات العشرة السابقة، فإننا نجد بأن رؤيتنا قد تطورت مع تطور قدرتنا لفهم المعلومات الجديدة المتعلقة بأنفسنا والعالم من حولنا. إن الاكتشاف النفسي مجال واسع جدا نقوم من خلاله بالتعرف واكتشاف حقائق شخصية من خلال كل من جهودنا المركزة من منم أجل الاستيعاب الأكثر ومن خلال التفاصيل الكثيرة التي نحصل عليها بخصوص حياتنا.

كثير منا وجدوا أنه عندما ندخل إلى زمالة المدمنين المجهولين فإننا نكون بحاجة ماسة لتغيير ما لدينا من أفكار. بعضنا اعتقد وآمن بشيء ما أشرنا إليه بشكل مبهم على أنه ” الله ” ولكننا لم نفهم حقا أي شيء عنه ما عدا أنه بدا لنا أن يؤثر علينا كثيرا. فمن المحتمل أن نكون قد قمنا بعمل ما في الخطوات الثانية والثالثة هدفت إلى الكشف عن المناطق المريضة المتعلقة بقوتنا الأعظم ومن ثم حاولنا أن نوجد بعض الأفكار الجديدة التي تسمح لنا بإيجاد قوة أعظم تناسبنا. فبالنسبة للكثير منا مما يعتقدون بأنه يوجد لدينا قوة أعظم تعتني بنا كأفراد يعتبر هذا أمر كافي يجعلنا نمضي من خلال الخطوات. فنحن لم نشعر بأي حاجة لتطوير أفكارنا بشكل أكثر.

ولكن أفكارنا كانت تتطور بشكل ما حتى بدون جهودنا الواعية. فكل تجربة خاصة مع اتباع الخطوات قدمت لنا مفاتيحا لحل لغز يتعلق بطبيعة القوة الأعظم. لقد شعرنا بوجود الحقائق عن قوتنا الأعظم بدلا من فهمهم عقليا. ففي اللحظة التي جلسنا فيها مع المشرف في الخطوة الخامسة شعر الكثير منا بشيء مؤكد وهو أنه يمكننا أن نثق بذلك المشرف وبهذه العملية التي نقوم بها ونمضي من خلالها. هذه كانت لحظة شعر فيها الكثير منا بوجود قوتنا الأعظم. هذا الشعور، مع ما قمنا به من عمل في الخطوتين الثامنة والتاسعة، غرس في الكثيرين منا إدراكا متناميا عن إرادة قوتنا الأعظم بالنسبة لنا.

  • ما هي التجربة التي مررت بها في الخطوات السابقة أو في مكان آخر من حياتي كانت قد منحتني فكرة ما عن طبيعة قوتي الأعظم ؟

ما الذي أصبحت أفهمه عن قوتي الأعظم من خلال تلك التجارب ؟

  • ما هي الصفات التي تتمتع بها قوتي الأعظم ؟ هل يمكنني استعمال تلك الصفات من أجلي – هل بإمكاني أن أجرب قوة تحولهم في حياتي ؟
  • كيف أن فهمي للقوة الأعظم قد تغير منذ مجيئي إلى زمالة المدمنين المجهولين ؟

تلك مفاتيح الألغاز التي حصلنا عليها بخصوص طبيعة قوتنا الأعظم ربما تكون العامل الأول في تحديدنا لطريقنا النفسي الذي يجب أن نتبعه. فكثير منا وجدوا أن الطريق النفسي لطفولتنا لا ينسجم مع الحقائق التي نكتشفها مع اتباع الخطوات. مثلا إذا شعرنا بأن باب الله مفتوح أمام الجميع وأن الحالة النفسية التي تعرضنا لها في الماضي قد جعلتنا نعتقد بأن باب الله محدود فإننا بالتالي سوف لن نفضل العودة إلى الطريق الذي سلكناه سابقا. وإذا شعرنا بأن قوتنا الأعظم تعتني بطريقة شخصية بكل واحد منا فإن الاعتقاد الذي يقدم لنا قوة مجهولة لا ينفعنا.

وبينما هناك حاجة ما لاتخاذ طريق جديد فقد وجد آخرون بأن العكس صحيح تماما : أي أن ما نكتشفه من خلال الخطوات يمكن أن يتم اكتشافه بشكل اكثر عمقا من خلال الطريق النفسي لطفولتنا. ومن الممكن أنه من خلال اتباعنا للخطوات شفينا من الاستياءات التي من الممكن كانت قد انتابتنا ضد بعض المواقف الدينية ونتيجة لذلك أصبحنا قادرين على العودة لتلك المواقف بذهن متفتح. فبالنسبة للآخرين فإن ديانة طفولتنا كانت أكثر بقليل من مجرد مكان أو مجتمع نرتبط به. أما في عملية تعافينا فقد بدأنا نرى كيف أننا نستطيع أن نستخدم ديننا كطريق نفسي وروحي خاص بنا.

إنه يحمل التأكيد بأننا يجب أن لا نخلط بين الدين الحالة النفسية. ففي زمالة المدمنين المجهولين فهذين الشيئين ليسا متشابهين تماما. فزمالة المدمنين المجهولين ليست دينا إنما فقط تقدم مجموعة من المبادئ الروحية والنفسية وتستخدم مفهوما يشار إليه على أن تلك الزمالة تملك شيئا مستمدا من قدرة ” رب العالمين ” تسميه القوة الأعظم أو القوة الأعظم من أنفسنا وتقدمها لأعضائها من أجل الاستفادة منها كطريق يخلصنا من الإدمان النشط. إن باستطاعة المبادئ الروحية وفكرة القوة الأعظم أن يستمرا مع الطريق الروحي والشخصي للعضو الذي يتبعه خارج الزمالة أو أن تلك المبادئ والأفكار الناتجة عن القوة الأعظم يمكن أن تعمل كطريق روحي أو نفسي. الأمر يتوقف على كل عضو بمفرده.

من المحتمل أن نقوم في هذه العملية بزيارة كل مكان في مجتمعنا يمكن أن يكون له تأثير على نفسيتنا. ومن المحتمل أيضا أن نقرأ عدد كبير من الكتب المتعلقة بالنمو النفسي والتطور الشخصي وأن نتحدث إلى عدد أكبر من الأشخاص الذين نثق بهم. ويمكن خلال فترة محددة أن نلتزم بعدد من التصرفات قبل الاستقرار على إحداها – أو ربما أننا سوف لن تستقر على أي منها بشكل دائم. وقد ذكر كتاب ” أنها تعمل ” أن كثير من أعضائنا قد تبنوا ” طريقة انتقائية ” للنفسية. وفي حال أردنا تطبيق ذلك على أنفسنا فإنه من المهم لنا أن نعرف أن القيام بمثل هذا أمر جيد وسوف يخدم احتياجاتنا النفسية من أجل التعافي.

  • هل يوجد لدي طريق نفسي محدد أتبعه ؟
  • ما هي الفروق بين الدين والروحانية ؟
  • ما الذي فعلته لاكتشاف روحانيتي ونفسيتي الخاصة ؟

وعندما نكتشف طريقنا الروحاني أو النفسي وربما نرفض وننبذ كثيرا من ممارساتنا فإن البعض منا يمكن أن يتضايق من جراء ما يبدو أنه تحيز في خطوات زمالة المدمنين المجهولين أو تقاليد عندما نشير إلى الله على أنه من جنس الذكر. والشيء الأكثر ألما هو أن البعض منا يمكن أن يشعر أنه لا يوجد لدينا الكثير من الدعم داخل زمالتنا المحلية يمكن أن يفيد خياراتنا واكتشافاتنا الروحانية احتياجاتنا النفسية من أجل التعافي.

  • هل يوجد لدي طريق نفسي محدد أتبعه ؟
  • ما هي الفروق بين الدين والروحانية ؟
  • ما الذي فعلته لاكتشاف روحانيتي ونفسيتي الخاصة ؟بحاجة لمعرفة أنه بإمكاننا النظر حيث نريد من أجل روحانيتنا دون تهديد عضويتنا في زمالة المدمنين المجهولين.
  • هل واجهت أي تحيز في زمالة المدمنين المجهولين أثناء اكتشافي لطريق الروحاني ؟ ما الشعور الذي انتابني ؟ ماذا فعلت لألتزم بإيماني ؟

إنه من الضروري أن لا ندع أنفسنا تأخذنا بعيدا عن الزمالة. فكتاب نصنا الأساسي ” يذكرنا بأنه ” من السهل أن نطفو على سطح غيمة نتيجة لحماسنا الديني وننسى أننا مدمنون بمرض لا يطاق تحمله. لذلك فإننا بحاجة دائما لنتذكر أننا بحاجة لزمالة المدمنين المجهولين لكي نتعامل مع إدماننا بالشكل الصحيح. فأي شيء نضيفه لحياتنا يمكن أن يعزز نوعية هذه الحياة ولكن لا يوجد شيء يمكن أن تحيل مكان التعافي عبر زمالة المدمنين المجهولين. وطالما أننا مستمرين في تطبيق مبادئ التعافي – مثل الذهاب إلى الاجتماعات بانتظام والاتصال المستمر مع المشرف والعمل مع الوافدين الجدد إلى الزمالة فإنه ينبغي علينا أن لا نقلق التطور التدريجي نحو التعافي.

  • بصرف النظر عن الطريق الروحاني الذي اتبعته, هل لا أزال أحافظ على تطوري في زمالة المدمنين المجهولين ؟
  • كيف أن تطوري في الزمالة يتمم رحلتي الروحانية ؟
  • كيف أن طريقي الروحاني يساهم في عملية تعافيي ؟

الصلاة والتوسل 

يصف أعضاء الزمالة الصلاة بشكل دائم على أنها تحدث إلى الله وتوسل أثناء الإصغاء إلى الله. وقد أصبح هذا الوصف جزءا من الحكمة داخل الزمالة لفترة طويلة بسبب أنه يجذب الانتباه إلى المعاني المميزة لكل من الصلاة والتأمل. فنحن نبني علاقة مع قوتنا الأعظم ونحتاج لوجود حوار مع تلك القوة وليس مجرد مناجاة.

فالصلاة عبارة عن تحدث مع قوتنا الأعظم بالرغم من أنه ليس دائما كلاما بالطريقة العادية. فقد عملنا على تطوير نوع من الصلاة بدا جيدا بالنسبة لنا في الخطوة الثانية ويمكن لنا الآن أن نجد أننا قد قمنا بتنقية طريقتنا بالصلاة لتناسب طريقنا الروحاني. فأحد طرق التوسل التي يتبعها كل عضو من أعضائنا هي طريقة التوسل المغلق أو المفتوح التي تم الكلام عنها في معظم اجتماعاتنا.

كم مرة يجب أن نتوسل أو نصلي ؟ كثير منا حدد زمنا معينا للتوسل في كل يوم – البداية هي عامة نوعا ما. فتلك الصلوات أو التوسلات عادة تطلب من قوتنا الأعظم أن تتعافى أو أن تجعلنا نقر بقدر الله علينا كما سنكتشف بشكل أكثر لاحقا في هذا الفصل. فعندما نتصل مع قوتنا الأعظم في نهاية اليوم فإنه من العادة أن نعبر عن امتناننا لذلك. كثير منا يحاولون التواصل في الصلاة طوال اليوم. إنه جيد أن نصلي ونتوسل بانتظام, فهذا يساعدنا على إيجاد عادة من الاتصال مع القوة الأعظم يمكن أن تؤمن لنا التعافي يوما ما.     

  • كيف أصلي وأتوسل ؟
  • ما هو شعوري تجاه الصلاة والتوسل ؟
  • متى عادة أصلي ؟ عندما أشعر بالأذى ؟ أو عندما أريد شيئا ما ؟ أو بانتظام ؟
  • كيف أنه من المساعد لي أن أصلي من تلقاء نفسي طوال اليوم ؟
  • كيف أن الصلاة تساعدني على وضع الأمور في وضعها الصحيح ؟

وإذا ما كانت هذه هي تجربتنا الأولى مع الخطوة الحادية عشرة فإننا يمكن أ ن نصاب بالدهشة عندما نعلم أننا كنا نتوسل ونقوم بذلك بشكل منتظم.

من خلال مثل هذه البدايات فقد ذهبنا لنوجد نموذجا من التوسل والمنتظم. فهناك عدة طرق مختلفة يمكننا اتباعها أثناء التوسل ولكن هدفها المعتاد هو تهدئة أنفسنا بحيث نستطيع أن نستوعب ونعرف من خلال قوتنا الأعظم. فنحن نحاول أن نقلل من التسلية وبذلك نركز على المعرفة الناتجة عن اتصالنا الروحاني. فنحن نحاول أن نكون منفتحين لتلقي تلك المعرفة.

ومن الضروري أن نفهم أن مثل هذه المعرفة هي ليست توسلا. فهي تتطور داخلنا تدريجيا عندما نستمر بالصلاة والتوسل المنتظمين. فهي تصلنا وكأنها تأكيد تام على قراراتنا وتقلل من إضراباتنا التي اعتادت على مرافقتنا في جميع أفكارنا.

  • كيف أتوسل ؟
  • متى أتوسل ؟
  • ما هو شعوري تجاه التوسل ؟
  • إذا كنت أتوسل باستمرار لبعض الوقت, فكيف رأيت التغيير في نفسي أو في حياتي نتيجة التوسل ؟

الاتصال الواعي 

بالنسبة لكثير منا يعتبر الاتصال الواعي وكأنه شيء ما غامض يتضمن نوعا ما من الاتحاد الواسع مع الله. ولكنه بالحقيقة أمر سهل جدا.

إنه يعني أنه لدينا إدراك واع لارتباطنا مع القوة الأعظم. فنحن نلاحظ ونشعر بوجود تلك القوة ونرى بعض الطرق التي تؤثر بها على حياتنا.

هناك طرق كثيرة جربها أعضاؤنا وشعروا من خلالها بوجود الله : عندما نجرب شيئا ما موجود في الطبيعة مثل الغابة أو محيط من المحيطان من خلال الحب غير مشروط للمشرف علينا أو لعضو آخر من أعضاء الزمالة :

أو من خلال الشعور بأننا مقيدون خلال الأوقات العصيبة أو من خلال الشعر بالأمان والدفء أو من خلال صدفة نراها فيما بعد قادتنا لشعور كبير بالراحة أو من خلال حقيقة بسيطة عن تعافينا في زمالة المدمنين المجهولين أو من خلال قدرتنا على الإصغاء للآخرين في اجتماع ما مع طرق ووسائل أخرى لا تحصى. والشيء المهم هنا هو أننا ننظر ونرغب بإقرار أن قوتنا الأعظم فعالة في حياتنا.

  • في أي الظروف أشعر بوجود قوتي الأعظم ؟ ما الذي أشعر به ؟
  • ما الذي أقوم به لأطور من اتصالي الواعي مع الله ؟

رغبة الله 

إن المعرفة التي تولدت داخلنا عندما صلينا وتوسلنا هو جوهر رغبة الله بالنسبة لنا. إن الغرض الأول من الصلاة والتوسل هو البحث عن معرفة رغبة القوة الأعظم وقدرتها علينا, وبالطبع، الطاقة اللازمة لذلك. ولكن الشيء الأول الذي علينا القيام به هو تحديد هدف الله في حياتنا.

بل إنما نقوم بعمل مداولة ذاتية لاتخاذ قرار عكس رغبة الله. وسيكون هناك كثير من الأوقات عندما نتصرف فيها من دون وعي.

في الخطوة الثالثة اكتشفنا الخط الدقيق الذي يفصل المطاردة النزيهة لتحقيق أهدافنا عن التلاعب والنتائج القاصرة.

والآن ومع اكتسابنا للتجارب وع خلال الخطوات المتداخلة, وأصبحنا مجهزين بالكامل لإيجاد ذلك الخط والحفاظ على الجانب الآمن منه.

فعندما نتابع الأشياء التي نريدها فإننا نكون بحاجة لنقيس بعدنا عن ذلك الخط. مثلا : يمكن أن نقرر أننا نريد ندخل في علاقة حب ولا عيب في ذلك إنما يشرط أن نكون مجهزين روحانيا وأن نحافظ على مسارنا والحفاظ على خط السير الآمن بين رغبة الله بالنسبة لنا ورغبتنا الذاتية.

فإذا ما أردنا أن نجعل من أنفسنا أكثر جاذبية فهذا يعني أننا نتصرف بموجب رغبتنا الذاتية. وإذا ما عبرنا بصدق عن أنفسنا فإننا نكون ملتزمين برغبة الله بالنسبة لنا. وإذا كنا نحاول أن نغير شريكنا في علاقة ما إلى شيء ما آخر لا يريده ذلك الشريك فإننا نكون تصرفنا بموجب رغبتنا الذاتية.

وإذا كنا من ناحية أخرى قد قررنا من قبل ما نريده في ذلك الشريك وبدا لنا الشخص الذي نبحث عنه مناسبا لما قررناه دون أي تدخل منا فإننا نكون نتصرف بناء على رغبة الله.

هكذا يمكننا أن نميز فيما إذا كانت العلاقة بناء على رغبتنا الذاتية أو على رغبة الله.

وعندما نقول أننا نريد أن نتابع تحصيلنا العلمي في الجامعة. فهل نكون راغبين بالغش في الامتحان ؟

إن مثل هذا الشيء يمكن أن يحول الهدف السامي إلى رغبة ذاتية. لذلك فإن تجنب الرغبة الذاتية هو الخطوة الأولى التي نصلي من أجلها فقط من أجل معرفة رغبة الله بالنسبة لنا والطاقة اللازمة لتنفيذ ذلك

  • ما هي المواقف التي أستطيع أن أحددها من خلال حياتي الخاصة عندما أعمل بموجب رغبتي الذاتية ؟ ما هي نتائج ذلك ؟
  • ما هي المواقف التي أستطيع أن أحددها من خلال حياتي الخاصة عندما أحاول أن أتمشى مع رغبة الله ؟ ما هي نتائج ذلك ؟

وكما يقول كتاب ” إنها تعمل, كيف ولماذا : ” فإن رغبة الله بالنسبة لنا في القدرة على العيش بكرامة وبحب لأنفسنا والآخرين وبمرح والشعور بالسعادة مع من حولنا. عندها تكون جميع أمنياتنا صحيحة.

فهذه الهدايا التي لا تقدر بثمن ليست بعيدة عن متناولنا.

هي بالحقيقة جوهر رغبة الله بالنسبة لنا “. فرؤيتنا الشخصية لرغبة الله بالنسبة لنا قد تكشفت في كيف ستكون حياتنا فيما كنا لو نعيش بكرامة من أجل غاية ما. مثلا : إنها غاية جيدة أن نساعد الآخرين في البقاء ممتنعين عن تعاطي المخدرات ونجد الشفاء لهم.

فالطرق الشخصية التي نتبعها من أجل ذلك هي خيارنا وتلك الطرق هي الإشراف ومشاركة الوافدين في الاجتماعات ونقل رسالتنا إلى المعاهد التعليمية والعمل مع خبراء في نفس المجال لتطوير برامج تساعد المدمنين في الوصول إلى زمالتنا.

  • ما هي الأمثلة عن الكيفية التي أعيش بها بكرامة ؟
  • ما هي وجهة نظري تجاه رغبة الله بالنسبة لي ؟

القوة اللازمة للالتزام برغبة الله 

بالإضافة إلى التوسل من أجل معرفة رغبة الله بالنسبة لنا فإننا نقوم بطلب الطاقة اللازمة للالتزام بتلك الرغبة.

وفي هذا السياق, فإن القوة المذكورة لا تدل فقط على الخاصيات القوية. فهناك عدة خاصيات مختلفة يمكن أن نكون بحاجة لها من أجل الالتزام بتنفيذ رغبة قوتنا مثل : التواضع والتعاطف والصدق والكرامة أو القدرة على التحمل أو الصبر أثناء انتظار النتائج على المدى البعيد. فنحن بحاجة إلى شعور قوي بالعدالة وقدرة على التماسك في مثل هذه المواقف.

أحيانا نكون بحاجة إلى اللهفة وفي أحيان أخرى إلى الشعور بالحذر.

والشجاعة والثبات أيضا من الأمور التي نحتاجها ونحتاج إلى إظهارها.

وفي بعض الأحيان تكون أفضل خاصية للتنفيذ برغبة الله هو الشعور بالدعابة والفكاهة.

والشيء الأكثر اهتماما أننا سنكون بحاجة لجميع تلك العناصر في أوقات مختلفة في حياتنا. فعندما نتوسل إلى الطاقة والقوة من أجل الالتزام بتنفيذ رغبة الله بالنسبة لنا فإننا من المحتمل أننا لا نريد أن نعرف بالضبط ما هي الأمور التي نحتاجها.

يجب أن نثق بأن ما نحتاج إليه سوف نحصل عليه. ومن الممكن أن يكون أمرا معنويا بالنسبة لنا أن نطلب من قوتنا الأعظم أشياء نعتقد أننا بحاجة لها ولكن عادة لا نستطيع أن نرى أن نتلمس أثرها الطويل الأمد في الوقت الراهن.

  • لماذا نتوسل فقط لمعرفة رغبة الله بالنسبة لنا والطاقة أو القوة اللازمة للتنفيذ بالالتزام بها
  • كيف نطبق مبدأ التواضع على هذا التوسل ؟

المبادئ الروحانية 

سوف نركز في الخطوة الحادية عشرة على الالتزام والتواضع والشجاعة والإخلاص.

فنحن نحتاج لنقوم بالالتزام بالصلاة المنتظمة والتوسل. فكثير منا وجدوا أن تجاربنا الأولى مع الصلاة والتأمل منحتنا شعورا بالتواضع. لقد نظرنا حولنا لنرى فيما إذا كان هناك شخص ما ينظر إلينا ويراقبنا وتعجبنا من الشعور الذي نشعر به.

وعندما نستمر بالتزامنا فإن ذلك الشعور سوف ينتقل معنا مثلما ينتقل معنا الشعور بالإحباط عندما تكون النتائج على عكس ما نتوقع ويصبح الضجر الذي ينتابنا روتينا يلازمنا. والشيء المهم هنا هو أننا بحاجة للاستمرار بصرف النظر عن الشعور الذي نشعر به فالنتائج الطويلة الأمد وراحة البال والعلاقة الوثيقة مع قوتنا الأعظم تستحق منا الانتظار.

  • كيف أظهر التزامي لعمل الخطوة الحادية عشرة وتعافيي ؟
  • هل صليت وتوسلت اليوم ؟

إن التحذير الذي نسمعه على الدوام وهو ” كن حذرا تجاه ما تصلي من أجله ” يستولي دائما على نوع التواضع الذي نحتاج إلى تطبيقه في هذه الخطوة. فنحن ببساطة نحتاج لنقر بأننا لا نعرف دائما ما هو الأفضل بالنسبة لنا – أو لأي شخص آخر. وهذا هو السبب الذي يدفعنا لطلب معرفة رغبة الله بالنسبة لنا.

  • هل توسلت لتحقيق شيئا ما محددا ومن ثم تمنيت لو لم أفعل ذلك ؟ اشرح بالتفصيل.

لا يوجد أي شيء يتطلب شجاعة أكثر من محاولة العيش وفقا لرغبة قوتنا الأعظم عندما يوجد ضغط مستمر بعدم إطاعة تلك الرغبة.

ليس كل فرد في هذه الحياة سيكون مسرورا عندما يعلم أننا اخترنا أن نعيش بطريقة روحانية. فيمكن أن يكون بعض الأفراد عائلتنا أن يكونوا قد اعتادوا على العيش وفقا لرغبتهم ويريدون منا أن نستمر معهم.

فنمونا على هذا الشكل سوف يهدد طريقتهم بالعيش.

أو دعونا نقول أننا مع أصدقاء ما يتداولون الإشاعات. هنا نجد أن جهودنا في التعايش مع البرنامج والتي تولدت فينا قد أصبحت غير مريحة لنا من أجل تداول تلك الإشاعات.

ومع ذلك نجد أننا لا نريد أن نكون مستقيمين. إن مجرد الامتناع عن المشاركة في مثل هذه الأمور يتطلب منا الشجاعة.

يمكننا  أن نفقد بعض الأصدقاء عندما نتطور روحانيا.

وفي بعض الأحيان يواجه البعض منا موقفا ما في الحياة نكون فيه إما مطالبين بالمشاركين بشيء أخلاقيا غير مقبول أو أن نلتزم الصمت تجاهه ونسمع بحدوثه.

والشجاعة هنا أن نصرخ بأعلى صوتنا برفض ذلك. وما نقوم به من مثل هذا الرفض هو لحظة حاسمة لها تأثيرها الجيد والفعال على خياراتنا في بقية حياتنا.

  • هل واجهت موقفا ما يتطلب مني عدم التخلي عن مبادئي حتى ولو كان هناك خسائر شخصية ؟ كيف كانت ردة فعلي ؟ وماذا كانت النتائج ؟

أما مبدأ الإيمان فسوف يساعدنا على تطبيق مبدأ الشجاعة وان نحيا حياتنا بكرامة واستقامة.

فنحن لا يجب أن نخاف من فقدان الأصدقاء أو من الحصول على علاقات تغير حياتنا بسبب أننا نعرف أننا نهتم بها.

فنحن لدينا الإيمان بأنه إذا كان ينبغي علينا أن نتخلص من الأصدقاء القدماء بسبب أن ما يسببونه لنا يضر بنا وبتطورنا الروحاني.

هنا يجب أن يكون لنا علاقات جديدة مع أناس جدد يشاركوننا نفس المبادئ والقيم. لذلك فإننا بحاجة للإيمان بأننا سوف نحصل على القوة اللازمة للالتزام بما تقيدنا به تجاه رغبة قوتنا الأعظم .

  • هل حصلت على ما أحتاجه ؟ ما الذي حصلت عليه ؟

الاستمرار 

تبدو الأعمال التي قمنا بها في هذه الخطوة في جميع مجالات حياتنا. فمن خلال التطبيق المنتظم للتوسل يمكن أن نلاحظ أننا قادرون على الإصغاء بطريقة أكثر فعالية لما يمكن أن يقوله الآخرون في الاجتماعات التي نحضرها. سنجد أنه أصبح لدينا تجربة وخبرة في توجيه عقولنا وبالتالي أصبحنا قادرين على تحمل الإصغاء للآخرين في عدة مناسبات. لم نعد نجد أنفسنا غارقين في التخطيط لما سنقوله عندما يحين دورنا بأننا غير قادرين على الإصغاء للآخرين.

لقد بدأنا نشعر بالرضى والقناعة في حياتنا. لم نعد نشعر بذلك الإلحاح اللازم للتحكم ببعض الأمور. أصبحنا نركز على أهداف أسمى بدلا من التركيز على أنفسنا. لقد بدأ الأسف يظهر في حياتنا. فإدماننا النشط لم يعد يبدو وكأنه مأساة وضياع عندما نرى كيف أنه باستطاعتنا الاستفادة من تلك التجارب في خدمة هدفنا السامي وهو : حمل الرسالة إلى المدمن الذي لا يزال يعاني من إدمانه.

في الخطوة الثانية عشرة سوف نكتشف بعض الطرق في كيفية تحقيق ذلك الهدف ونرى ك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد