الإدمان و الخطوة الأخيرة فى برنامج المدمنين المجهولين
الإدمان و الخطوة الأخيرة
بتحقيق صحوة روحية لدينا نتيجة لتطبيق هذه الخطوات
حاولنا حمل هذه الرسالة للمدمنين وممارسة
هذه المبادئ في جميع شؤوننا
الخطوة الثانية عشرة
إذا قمنا بالالتزام بالخطوات إلى هذا الحد فهذا يعني أنه أصبح لدينا استيقاظ روحاني. وبالرغم من أن طبيعة استيقاظنا فردية أو شخصية مثل طريقنا الروحاني فإن مثل هذه الأمور في تجاربنا تتضارب مع بعضها.
وفي الأغلب ودون أي استثناء فإن أعضاءنا يتحدثون عن مشاعرهم بكل حرية،
يتحدثون بعيدا عن الهموم في معظم الأحيان؛ كما يتحدثون عن مشاعرهم بكل حرية وعن القدرة المتزايدة للقفز خارج الذات والمساهمة بكل أحاسيسهم في الحياة.
إن الطريقة التي تبدو فيها هذه المسألة للآخرين هي أمر مدهش تماما.
فالأشخاص الذين عرفونا عندما كنا مدمنين نشطين بدؤوا ينسحبون وبدلا مما قالوه سابقا أصبح قولهم بأننا الآن أصبحنا مختلفين. في الواقع،
يشعر الكثير منا وكأننا قد بدأنا حياة جديدة. وأننا نعرف أهمية أن نتذكر من أين أتينا،
وبذلك نقوم ببذل الجهد حتى لا ننسى هذا الأمر وكذلك فإن الطريقة التي كنا نعيش بها أصبحت غريبة تماما بالنسبة لنا عندما امتنعنا عن الإدمان وتوقفنا عن تعاطي المخدرات
إن هذا التغيير داخل أنفسنا لم يحدث بين ليلة وضحاها. بل على العكس لقد حدث تدريجيا وببطء أثناء اتباعنا للخطوات
لقد استيقظت أرواحنا من غفلتها في وقت ما وأصبح الأمر بالنسبة لنا أكثر من طبيعي بأن نقوم بتطبيق المبادئ الروحية وأصبحنا ننبذ التصرف السيئ دون اكتراث. وبصرف النظر عن التجارب القوية التي مررنا بها،
فقد قمنا ببناء محكم للعلاقات الجديدة التي بنيناها مع القوة الأعظم من أنفسنا
تلك القوة، سواء كانت أفضل ما لدينا أو كانت قوة خارج أنفسنا، قد أصبحت ملاذا نأوي إليه كلما دعت الحاجة
إنها توجهنا وتوجه تصرفاتنا وتلهمنا نحو الاستمرار والتطور
- ما هي تجاربي التي حصلت عليها نتيجة لاتباع الخطوات ؟
- ماذا يشبه استيقاظي الروحي ؟
- ما هي التغييرات الأخيرة التي نتجت عن يقظتي الروحية ؟
في كل مرة نعمل فيها على اتباع الخطوات الاثنا عشرة فإننا سوف نكتسب تجربة مختلفة.
إن وحدة المعنى لكل مبدأ من المبادئ الروحية سوف تصبح واضحة تماما وسنجد أنه كلما زاد مستوى فهمنا واستيعابنا،
كلما ازداد تقدمنا بطرق ومجالات جديدة. إن الطرق التي نكون فيها قادرين على أن نكون صادقين،
على سبيل المثال، سوف تتطور مع تطور فهمنا لما تعنيه كلمة أن نكون صادقين. سوف نرى كيف أن تطبيق مبدأ الأمانة والصدق يجب أن يطبق أولا على أنفسنا قبل أن نصبح قادرين على أن نكون صادقين مع الآخرين.
سوف نرى أن النزاهة والصدق يمكن أن يكونا تعبيرا عن استقامتنا الذاتية.
وكلما نما وتطور فهمنا للمبادئ الروحانية كلما وصلنا إلى أعماق يقظتنا الروحية.
- ما هي المبادئ الروحانية التي ارتبطت مع الخطوات وكيف أنها ساهمت في يقظتي الروحية ؟
- ماذا تعني عبارة ” اليقظة الروحية ” بالنسبة لي ؟
لقد حاولنا حمل هذه الرسالة
كثير منا يتذكر المرة الأولى التي سمعنا فيها الكلمات التي تقول ” يجب عليكم عدم تعاطي المخدرات مرة أخرى إذا كنتم فعلا لا ترغبون بها “
وبالنسبة للكثيرين منا فإن سماع هذه الرسالة أصابنا بصدمة.
وبالطبع فقد اعتقدنا بأن فكرة تعاطينا للمخدرات قد توقفت عن كونها خيارا لنا منذ زمن بعيد.
وعلى الرغم من أن مجرد سماع هذه الرسالة يمكن أن يؤثر فينا مباشرة. أولا يؤثر حتى نمتنع عن تعاطي المخدرات ومع ذلك نتابع الاستماع إلى هذه الرسالة. فهناك شخص آخر حملها لنا وعلينا أن نحملها إلى الآخرين.
والبعض منا مر بتجربة الاعتقاد بأننا يمكن أن نبقى ممتنعين عن المخدرات في زمالة المدمنين المجهولين.
ولكن هذا يمكن أن يكون صعبا للغاية.
إن الحصول على الشعور باحترام الذات وتكوين صداقات كوننا قادرين على إلزام أنفسنا بذلك أمام العالم دون أن يكون واضح علينا بأننا كنا مدمنين أمر يبدو أكثر مما نتوقعه من انضمامنا إلى الزمالة.
وإن اليوم الذي بدأنا فيه نعتقد بأن هذا البرنامج يمكن أن يقدم لنا الكثير أكثر من مجرد أن يساعدنا على البقاء ممتنعين أصبح يوما نتذكره وكأنه نقطة تحول عظيمة في عملية تعافينا.
والشيء الذي حدث يمنحنا هذا الشعور بالأمل.
وأنه كان هناك شخص ما قدم لنا سببا جعلنا نؤمن بهذا الاعتقاد.
ربما ذلك الشخص كان يحضر للاجتماعات التي كنا نشارك فيها، وربما السبب يكون مجموعة مؤثرات من سماع عدة مدمنين قالوا لنا بأن التعافي أمر ممكن جدا وسهل التحقيق. وربما يكون السبب هو الحب غير المشروط وإصرار المشرف علينا بأنه بإمكاننا أن نتعافى ومهما كان السبب.
فقد كان ذلك هو الرسالة التي وصلتنا عبر شخص أو شيء ما.
البعض الآخر منا مر بتجربة البقاء ممتنعا لفترة طويلة ووجد السعادة في التعافي ومن ثم مروا بمأساة.
ربما تكون تلك المأساة عبارة عن انقطاع علاقة استمرت لوقت طويل،
أو ربما وفاة شخص ما نحبه أو ربما وفاة شخص زميل لنا في زمالة المدمنين المجهولين.
أو ربما وجدنا أنفسنا محرومين من شيء ما أو أدركنا أن أعضاء آخرون في الزمالة غير مستقيمين ويمكن أن يؤذوننا.
وبسبب أزمة ما مررنا بها نجد بأننا قد فقدنا إيماننا بالزمالة، ولم نعد نصدق بأن هذه الزمالة تملك الحل بالنسبة لنا،
وإن الصفقة التي كنا نعتقد بأننا قد حققناها، وهي البقاء ممتنعين ومستقيمين وسعداء،
قد أصبحت خاسرة وأصبحنا نتساءل عن الغاية من الحياة مرة أخرى.
وفي نقطة محددة، بدأنا نعتقد بأنه يمكن أن يكون هناك شخص ما قد مر بنفس الأزمة ووصل ليساعدنا بطريقة لا يستطيع فيها أن يساعدنا أحد سواه.
وهكذا نجد كيف أن الرسالة قد حملت إلينا عبر شخص ما وعلينا أن نحملها لغيرنا.
* ما هي الطرق المختلفة التي مررت فيها من خلال الرسالة ؟
ولذلك نستطيع أن نرى بأن هذه الرسالة يمكن أن تتوقف بكل بساطة نظرا لوجود أزمة ما. وأن تذكر الأوقات التي سمعنا فيها الرسالة سوف يمنحنا جزءا من الرد على السؤال : لماذا يجب علينا أن نحمل الرسالة على الرغم من وجود الكثير بعد ؟
وفي بعض الأحيان إنه لمن التحدي أن تحمل الرسالة. فالشخص الذي قررنا أن نتقاسم معه هذه الرسالة يبدو غير قادر على سماعها.
وهذا يتدرج من شخص يحافظ على الانتكاس إلى شخص يحافظ على اختيار السلوك المدمر. ومن المؤثر جدا أن نفكر بأن جهودنا قد بددت وأنه يجب علينا أن نتخلى عن مثل ذلك الشخص.
وقبل أن نتخذ مثل هذا القرار، يتحتم علينا أن نفكر بجميع الظروف المسكنة. قل بأننا
إلى المدمنين
لماذا تعتبر الخطوة الثانية عشرة أننا نحمل الرسالة إلى المدمنين ؟
لماذا تعمل زمالة المدمنين المجهولين من أجلنا عندما لا نملك أي شيء نقدمه لها ؟
ففي معظم الأحيان يكون مع كل واحد منا شخص يعلمه أو يستشيره سواء كان مدرسا أو مستشارا أو فردا من العائلة أو ضابط شرطة.
حيث يخبرنا هذا الشخص بأن تعاطي المخدرات كان يفتك بنا ويدمر كل ما نهتم به.
وأنه إذا بقينا مبتعدين عن زملائنا الذين يتعاطون المخدرات ووضعنا حدا لتعاطينا المخدرات فإننا سنكون قادرين على تغيير نمط حياتنا.
ومعظمنا اتفق معنا على هذا إلى حد ما لم نكن رافضين به تماما للفكرة.
لذا، لماذا لم يمكننا الحصول على الخلاص حتى وجدنا زمالة المدمنين المجهولين ؟ ما الشيء الذي يملكه أعضاء هذه الزمالة وجعلنا نعتقد بأن التعافي أمر ممكن جدا ؟
وبكلمة واحدة يمكننا القول : إنها الثقة .. فنحن عرفنا أن أولئك الذين كانوا يتعاطون المخدرات مثلنا قد امتنعوا عن تعاطيها ووجدوا طريقة جديدة للعيش. فهم لا يهتمون لما يوجد أو لا يوجد لدينا. وحتى أنه قيل في القراءات التي كنا نسمعها في الاجتماعات أنه ليس من المهم كم ولماذا تعاطينا. فمعظمنا كان ممتنعا عندما اكتشف بأننا أصبحنا مؤهلين للتعافي. لقد عرفنا أننا عانينا بما فيه الكفاية إنما نريد أن نلقى القبول في الزمالة. وهذا ما تم بالفعل. إن المدمنين الذين تواجدوا هناك من أجلنا عندما بدأنا بالذهاب إلى الاجتماعات جعلونا نشعر بأنه مرغوب بنا في الزمالة. لقد أعطونا أرقام هواتفهم وشجعونا على الاتصال بهم بأي وقت كان. ولكن الشيء المهم الذي وجدناه كان المماثلة. فالأعضاء الذين تعاطوا المخدرات مثلنا مروا بنفس التجربة حتى تعافوا من الإدمان. كما أن الأعضاء الذين عرفوا من خلال تجاربهم الشخصية ما نشعر به من مذلة ووحدة بدوا أنهم يعرفون بشكل غريزي أن مجرد عناق بسيط كان كل ما نحتاجه. فقد بدا وكأن كامل المجموعة قد عرفوا تماما ما نحتاجه دون أن نطلب منهم ذلك.
وغالبا ما قال أحدنا للآخر بأننا كنا محظوظين عندما حصلنا على هذا البرنامج. فهو بمنحنا طريقة لمواجهة الحياة. وبعدها حافظنا على الامتناع عن تعاطي المخدرات لمدة من الزمن وأصبحنا ندرك بأن مبادئ زمالة المدمنين المجهولين هي مبادئ عالمية بشكل عام ويمكن أن تغير العالم إذا ما تم قام كل فرد باتباعها. يمكن أن نتساءل لماذا لا نفتح أبواب الزمالة أمام كل من لديه مشكلة ؟ فكما تعلمنا ممن سبقونا أن وجود هدف واحد هو أحد الطرق الأكثر فاعلية لضمان بقاء الفرصة بالنسبة للمدمن ليجد المثيل الذي هو بحاجة إليه. وإذا حاولت زمالة المدمنين المجهولين أن تكون حلا لجميع الناس فإنه عندها يمكن للمدمن أن يدخل إلى الزمالة وينتظر فقط ليعرف كيف يمتنع عن تعاطي المخدرات ولا يستطيع عندها أن يجد أي شيء يعرف ذلك.
- لماذا كان عضو زمالة المدمنين المجهولين قادرا على أن يصل إلي بطريقة لا يعرفها أحد سواه ؟ صف هذه التجربة.
- ما هي القيمة العلاجية لمدمن يساعد مدمنا آخر على التعافي ؟
- لماذا تكون عملية المماثلة هامة جدا ؟
نحن لا يمكن أن نكون حلا لجميع البشر ولا ينبغي علينا أن نحاول القيام بذلك. وهذا لا يعني على أي حال أننا لا نستطيع أن نشارك عملية تعافينا مع الآخرين. في الحقيقة سوف لن نكون قادرين على مساعدة الآخرين. فعندما نتبع البرنامج فإن النتائج تظهر علينا في مختلف أنماط حياتنا.
تطبيق المبادئ في مختلف شؤون حياتنا
عندما نتحدث عن تطبيق مبادئ التعافي في مختلف شؤون حياتنا فإن الكلمة الرئيسية التي تحفزنا على ذلك هي كلمة ” اتبع المبادئ “
عندها يجب علينا أن نحافظ على تطبيق واتباع المبادئ الروحانية في حياتنا على الرغم من أنه من الصعب التقيد بذلك في جميع الأوقات وفي كل موقف.
إن الفوائد النفسية التي حصلنا عليها من عمل واتباع هذه الخطوة تعتمد على الجهد الذي نبذله وليس على نجاحنا في ذلك.
مثلا : نحن نحاول أن نطبق مبدأ الشفقة في كل موقف في حياتنا.
ومن المحتمل بالمثل أن يكون من السهل علينا تطبيق مبدأ الشفقة مع مدمن لا يزال يتعاطى المخدرات وقد بدأ للتو بحضور اجتماعات الزمالة بصرف النظر عن مدى ولعه بالمخدرات. ولكن ماذا عن ذلك الشخص الذي قد استرد بعضا من عافيته بعد الانهيار ؟
ماذا فيما لو بدأ يلوم الزمالة نتيجة للانهيار الذي أصابه ؟ وماذا لو أنه عاد وهو يعارض موقفا يبدو أنه سيسبب له التعافي ؟ وماذا لو كنا نشرف على ذلك الشخص ؟ هنا يمكن أن نجد أن تطبيق مبدأ الشفقة لا يتم بسهولة كما جرت العادة. فنحن لا نشعر بالشفقة تجاه الشخص ولكن مع ذلك نستمر بتطبيق مبدأ الشفقة معه. كل ما علينا القيام به هو الاستمرار بحمل هذه الرسالة. دون أي شرط أو تحفظ. يمكن للمشرف أن يساعدنا في تعلم كيف نتعاطف ونشفق دون إظهار الانطباع بأننا نعتقد بأن انتكاسة ذلك الشخص قد أصبحت في وضع جيد. يمكننا أن نتوسل إلى الله في ذلك ونطلب المساعدة حتى نشفق عليه أكثر.
وتتطلب منا هذه الخطوة أن نطبق المبادئ في مختلف شؤوننا. كثير منا يودون أن ينفصلوا عن مهنتنا هذه وعن علاقاتنا الرومانسية أو عن مجال آخر من مجالات الحياة لأننا غير متأكدين مما نريده فيما لو كان ينبغي علينا تطبيق المبادئ الروحانية. مثلا : من الممكن أن يؤدي الأمر إلى نجاح واضح أو الحصول على مكافأة مالية فيما لو عملنا بمبادئنا هذه في العمل. ويمكن أن يطلب منا أن نحقق هدفا من أهداف الإنتاج في العمل يعود بالربح على الشركة ولكن نتج منتجا أدنى مستوى يمكن أن يعرض سلامة الناس الذين اشتروه إلى الخطر. لذلك ما الذي يجب أن نفعله ؟ يجب علينا أن نطبق المبادئ الروحية لتعافينا. من المحتمل أن يكون هناك خيارات مختلفة عن الإجراء الذي يجب أن نتخذه استجابة على مبادئنا. فالشيء المهم هنا أن نستجيب لمبادئنا.
وماذا عن خدمة زمالة المدمنين المجهولين ؟ من الغريب أن البعض منا يعتقد بأن خدمة زمالة المدمنين المجهولين هي المكان الوحيد الذي ننسى فيه مبادئنا. فنحن نتوقف على إعطاء الناس ميزة الشك في تحديد الخدمة. نحن نتهم الآخرين ونقول أشياء قبيحة لأننا لا نطبق مبدأ الثقة. لقد أصبحنا مفتخرين وعدوانيين ونسخر من الآخرين. وإنه لمن السخرية أن نبدو أننا نريد أن نهاجم أولئك الذين نثق بهم في اجتماعاتنا من أجل التعافي. نحن نريد ان نتذكر بأن نطبق المبادئ الروحانية في أي اجتماع سواء كان اجتماع لتقديم خدمة لمدمن ما أو من أجل أن نتعافى. فالخدمة التي نقدمها تمنحنا فرصا عديدة لتطبيق المبادئ الروحانية.
إن معرفة أي المبادئ يجب أن نطبق في موقف ما أمر صعب نوعا ما ولكنه عادة ما يكون عكس الخلل في الشخصية الذي نريد علاجه. مثلا : إذا شعرنا بأننا مجبرين على فرض مراقبة كاملة على موقف ما فإننا يمكن أن نطبق مبدأ الثقة. وإذا كنا عادة فخورين في موقف فيجب أن نطبق مبدأ التواضع. وإذا كان دافعنا الأول أن ننسحب ونعتزل الناس فيمكننا أن نتفهم الأمر بدلا من ذلك. إن العمل الذي قمنا به في الخطوة السابعة عندما أوجدنا أمور معاكسة لأخطائنا الشخصية والعمل الذي قمنا به في بداية هذه الخطوة وهو تعريف المبادئ الروحانية في الخطوات السابقة سوف يمنحانا بعض الأفكار الإضافية عن المبادئ التي نحن بحاجة لاتباعها. وعلى الرغم من أن معظمنا سوف ينتهي به الأمر بمثل هذه القوائم المتشابهة من المبادئ الروحانية إلا أن الاهتمام الذي كرسناه لمبادئ معينة سوف ينعكس احتياجاتنا الشخصية.
- كيف يمكنني أن أطبق المبادئ في مختلف مجالات الحياة ؟
- متى أجد أنه من الصعب أن أطبق المبادئ ؟
- أي المبادئ أجد فيها صعوبة عندما أريد أن أطبقها ؟
المبادئ الروحانية
حتى أنه في الخطوة التي تطلب منا أن نطبق المبادئ الروحانية يوجد مبادئ معينة تتعلق بتلك الخطوة نفسها. هنا سوف نركز على الحب غير المشروط والإيثار والثبات.
إن تطبيق مبدأ الحي غير المشروط في الخطوة الحادية عشرة أمر ضروري وهام جدا. فلا يوجد أحد يحتاج إلى الحب دون شروط أكثر من مدمن يعاني الكثير. نحن لا نطلب أي شيء من الأشخاص الذين نحاول أن نحمل الرسالة لهم حتى أننا لا نطلب منهم المال ولا حتى الاعتراف بالجميل ولا حتى أننا نطلب منهم أن يبقوا ممتنعين. الأكثر من ذلك هو أننا نقيم أنفسنا قبل كل شي.
هذا لا يعني أننا يجب أن لا نأخذ الحيطة. فإذا ما اعتقدنا بأنه ليس من الآمن أن ندعو مدمن يعاني إلى بيتنا فيجب علينا عدم القيام بذلك. يجب علينا أن نقوم دائما بعمل مطالب الخطوة الثانية عشرة مع عضو آخر من أعضاء الزمالة.
حيث أن تطبيق مبدأ الحب غير المشروط لا يتطلب منا أن نسمح لأنفسنا بأن يساء إلينا. فأحيانا أفضل طريقة للحب والمساعدة هي أن نوقف شخص ما عن التعاطي ونمنعه.
- كيف أطبق مبدأ الحب غير المشروط مع مدمن أحاول أن أساعده ؟
لماذا نحمل الرسالة ؟ ليس لخدمة أنفسنا على الرغم من أننا نستفيد من حملها بل نحملها لمساعدة الآخرين على التحرر من إدمانهم والعيش كباقي البشر. في حال واجهنا موقفا كان فيه الأشخاص الذين نشرف عليهم هم من أفراد عائلتنا, أو أن فيما لو نوجههم بالشكل الصحيح في كل حركة, أو إنهم من المحتمل أنهم لن يتعافوا دوننا. عندها نكون فقدنا الفكرة من وراء الخطوة الثانية عشرة. نحن لا نتوقع الاعتراف بنا نتيجة لعدد من نشرف عليهم أو فيما إذا كانوا يتقدمون بشكل جيد أم لا. نحن لا نتوقع الاعتراف بنا لأننا نقدم خدمة ما حيث أننا نقوم بذلك لفعل شيء ما جيد.
إنه لمفارقة كبيرة أن الخدمة بغير أنانية تصبح تعبيرا عن أعماق ما في أنفسنا. فعلى الرغم من عملنا في الخطوات السابقة إلا أننا كشفنا عن أنفس تهتم بالسماح للقوة الأعظم على أن تعمل من خلالنا أكثر من أن تهتم بالاعتراف بنا والمجد الذي سنحققه. لقد كشفنا عن أنفس تهتم بالمبادئ أكثر من ممارسة دوافعنا الشخصية. فتماما مثلما أنه قد تم التعبير عن مرضنا بالأنانية إلا إن تعافينا قد تم التعبير عنه بشكل جميل وهو الخدمة بغير أنانية.
- ما هو موقفي تجاه الإشراف ؟ هل أشجع من أشرف عليهم بان يتخذوا قرارات وأن يتطورا نتيجة لتلك القرارات ؟ هل أقدم النصيحة أم أشاركهم في تجربتي ؟
- ما هو موقفي من الخدمة ؟ هل يمكن لزمالة المدمنين المجهولين أن تستمر بدوني ؟
- كيف أطبق مبدأ الإيثار في جهودي في تقديم الخدمة ؟
أما تطبيق مبدأ الثبات فيعني أننا نحتاج إلى أن نحافظ على محاولة بذل أقصى جهودنا. حتى ولو كانت النتائج عكس توقعاتنا إلا أننا بحاجة إلى إعادة أنفسنا إلى التعافي. فالثبات يحمي الصباح أو اليوم السيئ من التحول إلى عادة يمكن أن تؤدي بنا إلى الانتكاسة من جديد هذا الالتزام يضمن أننا سوف نحافظ على تطبيق مبادئ برنامجنا على الرغم مما نشعر به سواء كنا سعداء أو غير ذلك. فالمهم أن نحافظ على تنفيذ البرنامج.
- هل التزمت تجاه عملية تعافيي ؟ ما الذي أقوم به حتى أحافظ على التزامي ؟
- هل أطبق المبادئ الروحية بصرف النظر عما أشعر به ؟
الاستمرار
قبل ان نصاب بالدهشة عن احتمال انتهائنا من العمل مع الخطوة الثانية عشرة ينبغي علينا أن ندرك بأننا لم ننتبه بعد. فلا ينبغي علينا فقط الاستمرار في تطبيق المبادئ الروحانية للخطوات الاثنى عشرة والتي يسميها معظمنا بأنها ” العيش مع البرنامج ” ولكن أيضا علينا العودة إلى كل خطوة على حدا وربما لعدة مرات في الحياة. يمكن أن يبدأ البعض منا مباشرة بالعمل من خلال الخطوات مع ما حصلنا عليه من رحلتنا هذه. وينتظر البعض الآخر لفترة من الزمن أو يركز على عناصر محددة من هذه الخطوات. وعلى أي حال فالمهم هنا أنه كلما وجدنا أنفسنا عاجزين أمام إدماننا وكلما اكتشفنا أخطاء مع أناس كنا سببنا لهم الأذى فإننا سنجد أن الخطوات متوفرة أمامنا كسبيل نحو التعافي مما قد نجده ونكتشفه. يجب أن نشعر بشعور جيد بخصوص ما قمنا به من عمل متميز في هذه الخطوات. فقد قمنا في عدة حالات وللمرة الأولى باتباع عملية معينة طوال تلك المدة. هذا إتمام مدهش وإنجاز يستحق الثناء وشيء سوف نفخر به مطولا. وفي الحقيقة, إحدى مكافآت اتباع برنامج زمالة المدمنين المجهولين هو اكتشاف أن تقديرنا الذاتي قد ارتفع بمقدار كبير.
لقد وجدنا أنفسنا نعود للمجتمع من جديد ونستطيع القيام بأشياء بدت لنا من قبل مستحيلة. لقد أصبحنا نتبادل السلام مع جيراننا أو الموظفين معنا ونصادق هذا وذاك ونشارك في أحداث اجتماعية مع أناس لا يعرفون أننا كنا مدمنين. في الحقيقة ربما كنا نخجل من أشياء كنا نقوم بها في الماضي لأننا كنا نشعر بأننا لسنا لائقين للقيام بها ولكننا الآن أصبحنا نعرف أنه بإمكاننا القيام بها. لقد أصبحنا قادرين على الاقتراب من الناس حتى أن بعض الناس اصبحوا يأخذوا بمشورتنا تجاه بعض الأمور المهنية والمالية.
عندما نفكر بالمجهول الذي أتينا منه وماذا حقق لنا تعافينا في حياتنا, نستطيع عندها فقط أن نشعر بالامتنان والعرفان بالجميل وكما يقول كتاب ” إنها تعمل ” أصبح الامتنان القوة الكامنة في كل ما نفعل.
فحياتنا يمكن أن تعبر عن ذلك العرفان بالجميل حيث أن كل شيء لدينا أصبح يعتمد الآن على كيفية اختياراتنا لطريقة العيش. فكل واحد منا لديه شيء خاص جدا وفريد ليقدم شيء جميل.
- كيف سأعبر عن امتناني واعترافي بالعرفان بالجميل ؟